top of page

وثائقي يتتبّع فلسفة تشارلز البيئية

  • صورة الكاتب: Menadocs
    Menadocs
  • 15 أكتوبر
  • 2 دقيقة قراءة

تاريخ التحديث: 19 أكتوبر


الملك تشارلز، يرتدي بدلة رسمية، يبتسم في حديقة خضراء، وثائقي يتتبّع فلسفة تشارلز البيئية.

لتقي الجمهور مطلع 2026 مع وثائقي جديد بعنوان «Finding Harmony: A King’s Vision» («العثور على الانسجام: رؤية ملك»)، يُعرض عالميًا على Prime Video، ليرسم بورتريهًا فكريًا وشخصيًا لملك بريطانيا تشارلز الثالث عبر خمسين عامًا من الانشغال بقضايا البيئة والاستدامة. يتولّى الإخراج الوثائقي نيكولاس براون في عملٍ يَعِد بمزج الأرشيف النادر مع مشاهده الميدانية وشهادات قريبة من الملك.

يرتكز الفيلم على ما يسميه تشارلز «فلسفة الانسجام»—رؤية تعتبر الإنسان جزءًا من الطبيعة لا نقيضًا لها، وأن الحلول البيئية القابلة للاستمرار تولد من إعادة التوازن بين الأنظمة الطبيعية وأنماط العيش والإنتاج. يلاحق الوثائقي جذور هذه الفلسفة وتطوّرها؛ من الحدائق والبرامج التعليمية في هايـغروف ودمفريز هاوس في اسكتلندا، إلى مبادرات في الهند وغيانا، بما يُظهر كيف تحوّلت أفكارٌ سخر منها البعض في السبعينيات إلى مساراتٍ رئيسية في السياسات البيئية اليوم.

إنتاجيًا، يأتي المشروع بالشراكة بين The King’s Foundation ومنصة Amazon MGM Studios. المؤسسة الملكية—التي تُعنى بالمهارات التراثية والزراعة المستدامة والتعليم البيئي—تتعامل مع دمفريز هاوس بوصفه «مختبرًا حيًّا» يطبّق مبادئ الانسجام عبر التعليم والعمل المجتمعي والحِرف. هذه الخلفية تمنح الفيلم بعدًا تطبيقيًا؛ فالمشاهد لا يكتفي بالخطاب، بل يرى نماذج زراعة وغذاء ونسيج مستدامة تشكّل جزءًا من شبكة أوسع للأثر العملي.

سرديًا، يتتبّع الوثائقي التحوّل في صورة الملك: من أميرٍ شاب حُسب «غريب الأطوار» بسبب تحذيراته المبكرة من البلاستيك والتلوّث، إلى رأس دولةٍ تتقاطع رؤاه البيئية اليوم مع الإجماع العلمي والسياسات الدولية. يضيء الفيلم أيضًا على الأثر العائلي لهذه الرؤية—من «جائزة إيرثشوت» التي أسسها الأمير ويليام دعماً للابتكار البيئي، إلى نشاطات الأمير هاري في صون الطبيعة—بوصفها امتدادًا لسرديةٍ عائلية حول معنى القيادة البيئية.

لا يكتفي «العثور على الانسجام» بتوثيق السيرة والأفكار؛ بل يطرح سؤال اللحظة: كيف يمكن تحويل الفلسفة إلى سياسات وعادات يومية؟ ومن خلال مقابلات وأرشيف ومشاهد تطبيقية، يدفع المُشاهد إلى التفكير في موقعه من المعادلة: ماذا يعني أن نُعيد تعريف علاقتنا بالطبيعة لتصبح علاقة تعايشٍ منتج لا استهلاكٍ مُستنزِف؟ هذا التوجّه يمنح الفيلم طاقة إلهامية، ويجعل رسالته أبعد من القصر الملكي إلى فضاء عمومي عالمي.

في الخلاصة، يقدّم الوثائقي رؤية متماسكة لعقودٍ من المثابرة البيئية، ويختبر قدرة الصورة على تحويل «الفكرة» إلى ممارسة. إنه فيلم عن ملك، نعم؛ لكنه أيضًا عن ثقافةٍ ممكنة للعيش مع الكوكب—ثقافةٍ تُعيد ترتيب أولوياتنا بين الرفاه والطبيعة، بين التقدّم والتوازن، وبين الطموح والمسؤولية. ومع اقتراب عرضه، يُرتقب أن يفتح النقاش حول الدور الذي يمكن أن يلعبه القادة—السياسيون والثقافيون—في تسريع الانتقال الأخضر وإقناع الجمهور بأن الانسجام ليس ترفًا، بل شرط بقاء.

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page