top of page

وثائقي المغامر ريتشارد هاريس “Deeper” يتصدر عناوين اليوم في أستراليا

  • صورة الكاتب: Menadocs
    Menadocs
  • 26 أكتوبر
  • 2 دقيقة قراءة
ree

الفيلم الوثائقي «ديبر» من إخراج جينيفر بيدوم، المعروفة بأعمالها «شيربا» و«الجبل» و«النهر»، يتابع المغامر وطبيب التخدير والغوّاص ريتشارد «هاري» هاريس في مهمة استكشافية عالية المخاطر داخل نظام كهفي مائي في الجزيرة الجنوبية من نيوزيلندا. حُدِّد طرح الفيلم في الصالات الأسترالية يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، ليضع الجمهور أمام تجربة غوص قصوى تجمع بين الدقة العلمية والتحدّي البشري.

نال هاريس شهرة عالمية بعد مشاركته الحاسمة في إنقاذ فريق كرة القدم ومدرّبهم من كهف «ثام لوانغ» في تايلاند عام 2018، وهو الإنجاز الذي أهّله للقب «شخصية العام في أستراليا» سنة 2019. في «أعمق» ينتقل بنا إلى بيئة مختلفة تمامًا هي «نبع بيرس»، أحد أعقد وأعمق الأنظمة الكهفية التي خاض فيها الإنسان غوصًا مسجّلًا. يعتمد الفريق تقنية تنفّس قائمة على غاز الهيدروجين لبلوغ أعماق أبعد، وهو خيار مثير للجدل نظرًا لخصائص الغاز القابلة للاشتعال، ما يضيف طبقة توتّر علمي وأخلاقي إلى الرحلة.

لا يكتفي الفيلم بتقديم مغامرة جسدية، بل يرسم رحلة نفسية تتتبّع أسئلة الدافع والمعنى وحدود الشغف. يكشف «أعمق» عن الضريبة التي يدفعها الأبطال حين يطاردون رقمًا جديدًا أو قاعًا أبعد: أثر ذلك على العائلة، وعلى الإحساس بالذنب والمسؤولية، وعلى صورة «البطل» حين تتجاور روح الاستكشاف مع احتمال الخطأ الفادح. على المستوى البصري، يمزج العمل بين مشاهد مائية خانقة داخل الكهوف وأخرى رحبة فوق سطح الأرض في طبيعة نيوزيلندا، فيُنشئ تباينًا حادًا بين الاتساع والاختناق، وبين الضوء والظلام، وبين وهم السيطرة وواقع المجهول.

يطرح «أعمق» أسئلة ملحّة على صانعي الأفلام والنقّاد والجمهور معًا: كيف يمكن للسينما الوثائقية أن توازن بين تسجيل الخطر ومساءلة جدواه؟ أين تقف الحدود الأخلاقية حين يتقاطع السرد السينمائي مع مخاطرة فعلية بحياة البشر؟ وما الذي يدفع محترفًا مثل هاريس، بصفته طبيبًا وغوّاصًا ومنقذًا، إلى اختبار ذاته مرة تلو أخرى على تخوم القدرة والمعرفة؟ بهذه المزجية من الدأب العلمي والحمولة الشعورية، ومن المعاينة القريبة والملحمة البصرية، يتصدّر «أعمق» عناوين اليوم بوصفه عملًا يعيد تعريف وثائقيات المغامرة ويضع المشاهد في قلب سؤال الإنسان حين يحدّق طويلًا في العتمة ثم يختار أن يغوص فيها.

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page