كريستوفر باتي في الدوحة
- Menadocs

- 20 نوفمبر
- 2 دقيقة قراءة

كريستوفر باتي في الدوحة
يستعد الخبير والمنتج السينمائي الأميركي كريستوفر باتي (Christopher Batty) لزيارة الدوحة بين 22 و24 نوفمبر 2025، لإقامة ورشة عمل وندوة عامة حول تطوير السرد السينمائي وصناعة الفيلم الوثائقي، وذلك ضمن برنامج ثقافي تنظمه السفارة الأميركية في قطر بالتعاون مع مؤسسات إعلامية وأكاديمية محلية، أبرزها جامعة نورث وسترن في قطر ومؤسسة الدوحة للأفلام.
زيارة تحمل أبعادًا ثقافية وصناعية
كريستوفر باتي في الدوحة :تأتي زيارة كريستوفر باتي إلى قطر في وقت تشهد فيه صناعة الفيلم الوثائقي في المنطقة العربية مرحلة من التحوّل والتوسّع، حيث باتت الدوحة مركزًا حيويًا للمواهب الشابة والإنتاجات المستقلة.باتي، الذي يُعد أحد أبرز الأسماء الأكاديمية في مجال كتابة السيناريو والإنتاج القصصي في جامعة نيويورك، يُعرف بخبرته في تطوير برامج تعليمية لصناع الأفلام الشباب، خصوصًا أولئك المهتمين بإنتاج وثائقيات ذات بعد إنساني أو اجتماعي.
ووفق بيان صادر عن السفارة الأميركية في الدوحة، فإن الهدف من الزيارة هو “تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين السينمائيين الأميركيين والقطريين، وتمكين الجيل الجديد من رواية قصص واقعية بطرق فنية مبتكرة”.

برنامج الورشة والفعاليات
تتضمن الفعاليات التي ستُقام خلال الزيارة:
ورشة مكثّفة حول تقنيات كتابة السرد الوثائقي وبناء الحبكة من منظور الشخصية لا الحدث.
ندوة مفتوحة في مكتبة قطر الوطنية بعنوان "الوثائقي كجسر ثقافي"، تُناقش دور الفيلم في بناء الحوار بين الشرق والغرب.
جلسات نقاش مع طلاب برنامج الإعلام في جامعة نورث وسترن في قطر، تركّز على صناعة الفيلم الوثائقي في البيئة الرقمية الحديثة.
لقاء خاص مع صنّاع أفلام شباب من مبادرة "صُنع في قطر – Made in Qatar" التابعة لمؤسسة الدوحة للأفلام.
وتشير مصادر داخل المؤسسة إلى أنّ الورشة ستركّز على نماذج من أفلام وثائقية قطرية شابة، مثل "ظل البحر" و"على الهامش"، كمشاريع تدريبية لتحليل البنية السردية والأسلوب البصري.
قطر كمحور جديد لصناعة الوثائقي العربي
شهدت السنوات الأخيرة نهضة في مجال السينما الوثائقية القطرية، حيث ساهمت مؤسسة الدوحة للأفلام في دعم عشرات المشاريع العربية والدولية، منها أفلام فلسطينية وسورية وتونسية لاقت صدى عالميًا في مهرجانات مثل إدفا (IDFA) وكانّ وفينيسيا.
تسعى قطر اليوم إلى ترسيخ مكانتها كـ“مركز إقليمي للتدريب والإنتاج الوثائقي”، مستفيدة من التعاون الدولي.ويُعدّ حضور خبراء عالميين مثل باتي خطوة استراتيجية تهدف إلى نقل المعرفة من مدارس صناعة الفيلم الأميركية إلى البيئة الثقافية العربية، ضمن رؤية أوسع تربط التعليم الفني بالإنتاج الواقعي.
تصريحات وردود فعل
قالت فاطمة الخليفي، مديرة البرامج في مؤسسة الدوحة للأفلام، في تصريح خاص:
"نحن نعتبر زيارة كريستوفر باتي حدثًا نوعيًا، لأنها لا تقتصر على التدريب التقني، بل تفتح بابًا لتبادل ثقافي عميق حول كيفية رواية القصص من منظور محلي وعالمي في آنٍ واحد."
أما المخرج القطري الشاب سالم الهاجري، الذي شارك في برنامج “صُنع في قطر”، فأضاف:
"الورشة فرصة نادرة لفهم كيفية تحويل الفكرة الواقعية إلى تجربة سينمائية مؤثرة. الفيلم الوثائقي القطري يحتاج لمثل هذا النوع من التواصل مع خبرات عالمية."
تأثيرات متوقعة على المشهد المحلي
من المتوقع أن تُسهم زيارة باتي في تحفيز التعاون بين الجامعات القطرية والمؤسسات الأميركية لتطوير برامج أكاديمية مشتركة في الفنون البصرية والإنتاج الوثائقي.كما يمكن أن تفتح الباب أمام شراكات إنتاج مستقبلية بين الدوحة وشبكات إعلامية أميركية مثل PBS أو National Geographic، خصوصًا بعد إعلان الأخيرة عن اهتمامها بتوسيع محتواها العربي.
خاتمة: الدوحة تتجه نحو المستقبل السينمائي
تمثل زيارة كريستوفر باتي أكثر من مجرد حدث أكاديمي، فهي إشارة واضحة إلى أن قطر تواصل بناء منظومة سينمائية متكاملة تتجاوز حدود الدعم المالي إلى التأطير المعرفي والتبادل الثقافي الدولي.في وقتٍ يواجه فيه الفيلم الوثائقي العربي تحديات التمويل والتوزيع، تبرز الدوحة كمختبر حقيقي لتجديد أشكال السرد الواقعي وصياغة هوية عربية حديثة في هذا الفن.




تعليقات