top of page

"الخرطوم" وثيقة بصرية تحبس الأنفاس ... وتصفيق حار لصناع الفيلم في الدوحةالدوحة

  • صورة الكاتب: Menadocs
    Menadocs
  • قبل 7 أيام
  • 2 دقيقة قراءة
وثيقة بصرية تحبس الأنفاس

وثيقة بصرية تحبس الأنفاس شهدت صالات مهرجان "الدوحة السينمائي" ، مساء أمس الجمعة (28 نوفمبر)، واحداً من أكثر العروض السينمائية تأثيراً وشحناً بالعواطف في دورة هذا العام، وذلك مع العرض الأول للفيلم الوثائقي الطويل "الخرطوم" (Khartoum). الفيلم، الذي جاء بمثابة "رسالة حب ورثاء" للعاصمة السودانية الجريحة، تجاوز كونه مجرد عرض سينمائي، ليتحول إلى تظاهرة تضامنية فنية مع الشعب السوداني.

وثيقة بصرية تحبس الأنفاس: بين "ما كان" و"ما أصبح"

قدم الفيلم، الذي أخرجه فريق عمل مشترك ضم إبراهيم سنوبي أحمد، تيميا محمد، راوية الحاج، فيليب كوكس، وأنس سعيد، معالجة بصرية مذهلة ومؤلمة في آنٍ واحد. حيث ابتعد المخرجون عن السردية الإخبارية التقليدية للحرب، مفضلين الغوص في روح المدينة ذاتها.

تنقلت الكاميرا ببراعة بين زمنين: زمن السلم حيث كانت الخرطوم تضج بالموسيقى وجلسات الشاي على النيل والتعايش اليومي، وزمن الحرب الحالي حيث تحولت المعالم الأليفة إلى ركام. وقد نجح الفريق في تقديم "الخرطوم" كشخصية رئيسية حية، تتنفس وتتألم، وليست مجرد مسرح للعمليات العسكرية.

إبداع يولد من رحم المعاناة

ما أثار إعجاب النقاد والجمهور في الدوحة هو القصة الكامنة خلف الكواليس. فقد كشف صناع الفيلم خلال جلسة النقاش التي تلت العرض أن إنتاج العمل كان "معركة بحد ذاته".

نظراً لاستحالة التصوير في بعض المناطق المشتعلة، واضطرار بعض أفراد الطاقم للفرار خارج السودان (إلى كينيا)، لجأ المخرجون إلى حلول إبداعية مبتكرة؛ حيث تم دمج لقطات أرشيفية نادرة مع مشاهد صُورت حديثاً بمخاطرة عالية، بالإضافة إلى استخدام تقنيات التحريك (Animation) والشاشة الخضراء (Green Screen) لإعادة بناء مشاهد من الذاكرة لم يعد لها وجود على أرض الواقع. هذا المزج الفني منح الفيلم لغة بصرية فريدة تكسر جمود الوثائقي التقليدي.

رسالة الفريق: "لن نترك قصتنا تموت"

عقب انتهاء العرض، ضجت القاعة بتصفيق حار استمر لعدة دقائق، تحيةً لجهود الفريق الخماسي. وفي كلمات مقتضبة ومؤثرة، أكد صناع الفيلم أن "الخرطوم" ليس فيلماً سياسياً بقدر ما هو محاولة لحفظ الذاكرة الجمعية للسودانيين من المحو، وتوثيق لهوية مدينة يحاول الرصاص طمس ملامحها.

يُذكر أن الفيلم يُعد أحد أبرز إنتاجات هذا العام المدعومة من جهات تمويل عربية (من بينها مؤسسة الدوحة للأفلام) ودولية، ومن المتوقع أن يواصل رحلته في المهرجانات العالمية بعد هذا الاستقبال الحافل، حاملاً صوت السودان إلى العالم.

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page