«أول 48 ساعة»... فيلم وثائقي يروي نبض البدايات لطلاب كندا الدوليين
- Menadocs

- 13 أكتوبر
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 19 أكتوبر

في الوقت الذي يغادر فيه آلاف الشباب أوطانهم كل عام بحثًا عن تعليم أفضل ومستقبل أكثر أمانًا، يأتي الفيلم الوثائقي «أول 48 ساعة» (
) ليضع العدسة على تلك اللحظات الفارقة التي تسبق التحوّل من "البيت الأول" إلى "الحياة الجديدة".الفيلم، من إنتاج مركز تجربة الطلبة الدوليين (CIE) بالتعاون مع Innovation Hub في جامعة تورونتو، هو عمل قصير لكنه مشحون بالعاطفة والصدق، يُخرجه كال كامبوس (Cal Campos) بأسلوب يوازن بين الوثائقية الكلاسيكية والحميمية الشخصية.
كاميرا في وجه المجهول
يمتد الفيلم على مدار 22 دقيقة، يرافق خلالها مجموعة من الطلاب الدوليين خلال أول يومين لهم في كندا — من المطار إلى السكن الجامعي، ومن أول تواصل مع زملاء جدد إلى الصدمة الأولى مع برودة الطقس أو اختلاف اللهجة.يختار المخرج أن يبدأ العمل بصوت الطائرات، وعيون متوترة تلتقط آخر نظرة للوطن من نافذة صغيرة، ثم ينقلنا سريعًا إلى مشاهد الوصول المرهقة الممزوجة بالدهشة. هذه «الساعات الثمان والأربعون» ليست زمنًا عابرًا، بل مرحلة يتقاطع فيها الأمل بالقلق، والتطلّع بالحنين.
قصص من القارات الخمس
يشارك في الفيلم طلاب من خلفيات متعددة:من لاجوس النيجيرية جاء "أوبينا إزياني"، متحدثًا عن صعوبة الانتقال من حرارة أفريقيا إلى برد كندا، ومن تشيلي وصلت "خوسيفا سيبولفيدا غوزمان" حاملة شغفها بالرياضة وفضولها تجاه الثقافة الجديدة، إلى جانب طلاب آخرين من الهند وكينيا وسنغافورة وسلطنة عمان.تتنوّع تجاربهم، لكن يجمعهم قاسم مشترك: لحظة الوصول التي يتبدّل فيها كل شيء — الإحساس بالزمن، بالمسافة، بالذات.
حقيقة مُصوّرة دون تزييف
اختار المخرج الاعتماد على تسجيلات ذاتية التقطها الطلاب بهواتفهم المحمولة، ما أضفى طابعًا صادقًا وغير مصقول.هذه التقنية لم تُستخدم فقط لتقليص المسافة بين المخرج والمشاركين، بل لتمنحهم ملكية سردهم الشخصي. فكل طالب هو في الوقت ذاته راوٍ وبطل ومصوّر.تتخلل اللقطات مقابلات قصيرة وحوارات عفوية، تكشف عن الانطباعات الأولى: رهبة المكان الجديد، الحنين للأسرة، وصعوبة التواصل في بيئة غريبة.
من التوثيق إلى المشاركة
لا يسعى «أول 48 ساعة» إلى إلقاء الضوء فقط على معاناة الطلاب، بل يقدّم رؤيتهم للعالم الجديد كفرصة للنمو والتعرّف على الذات.تقول المخرجة المساعدة في المشروع إن «الفيلم لم يكن مجرّد إنتاج جامعي، بل مساحة للطلاب ليعبّروا عن أنفسهم ويجدوا صوتهم».وقد حظي الفيلم بعروض داخل فروع جامعة تورونتو الثلاثة، قبل أن يُعرض عبر المنصات الرقمية ليصل إلى جمهور أوسع من الأكاديميين والطلاب المهتمين بالهجرة والتعليم الدولي.
قصة عن الإنسانية قبل الأكاديمية
بعيدًا عن الشعارات، يقدم الفيلم لحظات إنسانية خالصة: طالبة تتحدث مع والدتها عبر الهاتف وهي تجهش بالبكاء، طالب يقف أمام أول عاصفة ثلجية في حياته، وآخر يضحك وهو يحاول إعداد وجبته الأولى في السكن الجامعي.هي مشاهد صغيرة لكنها تُعبّر عن العالم كله، عن رحلة البحث عن الذات في أرض جديدة، وعن تلك «الساعات الأولى» التي تختصر مشاعر عامٍ كامل.
نظرة نقدية
قوة الفيلم تكمن في بساطته وواقعيته، غير أنه يظل محصورًا ضمن تجربة طلاب جامعة تورونتو، مما يفتح الباب لأعمال مستقبلية توثّق تجارب مشابهة في مدن كندية أخرى مثل فانكوفر أو مونتريال.ورغم قصر مدته، إلا أن الفيلم يترك أثرًا عاطفيًا يدوم، لأنه يذكّرنا بأن وراء كل تأشيرة دخول أو رقم طالب، إنسانًا يعيش لحظاته الأولى في المجهول.




تعليقات