رحلة الوداع: ديفيد غولبيلل
- Menadocs

- 24 أكتوبر
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: قبل يومين

يقدّم الوثائقي «رحلة الوداع: ديفيد غولبيلل» حكاية العودة الأخيرة للفنان الأسترالي الكبير ديفيد غولبيلل (1940–2021)، أحد أبرز وجوه السينما الأسترالية وأحد أبناء شعب اليولنغو من أرض أرنهِم في الشمال. يرافق الفيلم تفاصيل نقل جثمانه إلى موطنه الأصلي وفق الطقوس المتوارثة، ويُطرح في صالات أستراليا اعتبارًا من 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
ما الذي يرويه الفيلم؟
بعد وفاة غولبيلل في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بسبب سرطان الرئة، شرعت أسرته ومجتمعه في تنظيم رحلة معقّدة لإعادته إلى أرض الأسلاف. امتدّت الرحلة لنحو عشرة أشهر، وقطعت أكثر من أربعة آلاف كيلومتر عبر مسارات برّية ومائية، بمشاركة طائرات وقوارب وسيارات، وصولًا إلى مجتمعات رامينغينغ ومناطق أخرى في شرق أرنهِم. واجه الفريق ظروفًا طبيعية قاسية، من مستنقعات المانغروف إلى مجاري مائية تعجّ بالتماسيح، في اختبار قاسٍ للجغرافيا وللإرادة معًا.
طقوس الوداع
يركّز الفيلم على مراسم الدفن التقليدية المعروفة لدى مجتمع اليولنغو، حيث تتداخل الأغاني والرقصات والرموز مع مسارات الرحلة، بما يحفظ كرامة الراحل ويصون خصوصية المجتمع. تُقدَّم هذه الطقوس بروح وثائقية حذرة، تُظهر الاحترام والالتزام بمعايير التصوير الأخلاقي حين يتقاطع الفيلم مع ممارسات ثقافية تُعدّ في العادة حصرية داخل المجتمع.
سيرة وإرث
لا يقتصر الفيلم على التشييع؛ فهو يستعيد مسيرة غولبيلل من بداياته السينمائية في مطلع السبعينيات، مرورًا بأدواره التي عرّفت العالم إلى حضور الفنانين الأصليين في الشاشة الأسترالية، وصولًا إلى مكانته كجسر حيّ بين ثقافتين: ثقافة الأرض والعائلة من جهة، وعالم السينما من جهة أخرى. يظهر غولبيلل هنا بوصفه فنانًا حمل همّ مجتمعه في أعماله، واعتبر نجاحه الشخصي بابًا لتمثيل أهله وبيئته أمام العالم.
صناعة الفيلم
أُنجز العمل بإشراف أسري وفني متكامل، مع مشاركة مقرّبين من الراحل، وتضمّن استخدامًا منتقى للمواد الأرشيفية ومشاهد الطريق الطويلة نحو «العودة». يمزج الأسلوب بين سجلّ الرحلة الحيّ وذاكرة الشاشة، في بناء بصري ينقل وعورة المكان ودفء الجماعة، ويجعل من «العودة» ثيمة جمالية وروحية في آن.
لماذا يُهمّنا هذا الوثائقي؟
لأنه يؤرّخ لفنان محوري في تاريخ السينما الأسترالية ويربط سيرته بسياقها الثقافي الأصلي.
لأنه يُبرز معنى «الأرض/الموطن» في فلسفة الشعوب الأولى، ويحوّل التشييع إلى فعل سردي عن الانتماء والهوية.
ولأنه نموذج لاحترام الطقوس المحلية داخل الفيلم الوثائقي من دون استشراق أو تجميل مفتعل.
موعد العرض: يبدأ التوزيع في دور السينما الأسترالية يوم الخميس 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025.




تعليقات