جدة تتحول إلى عاصمة للسينما
- Menadocs

- قبل يوم واحد
- 2 دقيقة قراءة

جدة تتحول إلى عاصمة للسينما
تعيش مدينة جدة السعودية، على مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية واليوم، حالة من الغليان الفني واللوجستي، مع بدء العد التنازلي النهائي لرفع الستار عن الدورة الجديدة من "مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي". وبينما تتجه الأضواء نحو السجادة الحمراء والنجوم العالميين المتوقع وصولهم، يدور في الكواليس حراك آخر أكثر عمقاً وتأثيراً على مستقبل الصناعة، بطله "سوق البحر الأحمر" وصناع الأفلام الوثائقية الطامحون.
الساعات الحاسمة في "المطبخ" السينمائي
جدة تتحول إلى عاصمة للسينما منذ يوم أمس، بدأت طلائع المنتجين والموزعين وممثلي صناديق الدعم العالمية في الوصول إلى جدة، محولين أروقة الفنادق ومقرات المهرجان إلى خلايا نحل لشبكات التعارف المهني. بالنسبة لصناع السينما، الأيام التي تسبق الافتتاح الرسمي ليست للراحة، بل هي ذروة "موسم الصيد" للفرص التمويلية.
الخبر الأبرز الذي يتداوله المطلعون على الصناعة اليوم ليس اسم فيلم الافتتاح فحسب، بل هو التحضير المكثف لما سيحدث داخل "سوق البحر الأحمر" (Red Sea Souk). هذا السوق، الذي أثبت في دوراته القصيرة السابقة أنه أصبح اللاعب المالي الأهم في المنطقة، يضع اللمسات الأخيرة لاستقبال عشرات المشاريع الواعدة.
الوثائقي العربي في قلب العاصفة التمويلية
لم تعد السينما الوثائقية العربية تقف على هامش المهرجانات الكبرى كـ "ضيف شرف"، بل أصبحت في قلب الحدث. تشير الأجواء في جدة اليوم إلى أن المشاريع الوثائقية المشاركة في "معمل البحر الأحمر" أو في سوق المشاريع تحظى باهتمام استثنائي هذا العام.
صناع الوثائقيات الذين وصلوا إلى جدة، يقضون هذه الساعات الحاسمة في مراجعة عروضهم التقديمية (Pitch Decks) للمرة الألف، استعداداً للوقوف أمام لجان تحكيم ومستثمرين يملكون القدرة على تحويل فكرة على ورق إلى فيلم يضج بالحياة على شاشات العالم.
الرهان كبير جداً؛ فالجوائز المالية ومنح الإنتاج التي يقدمها صندوق البحر الأحمر تعتبر الأضخم حالياً في المنطقة العربية، والحصول عليها يعني نقله نوعية للمشروع الوثائقي، ليس فقط مالياً، بل كختم جودة يفتح أبواب المهرجانات العالمية لاحقاً.
لماذا الآن؟
تأتي هذه التحضيرات المحمومة في توقيت عالمي دقيق، حيث يتزايد الطلب الدولي على السرديات الوثائقية العربية الأصيلة، مدفوعاً بالأحداث السياسية والاجتماعية المتسارعة في المنطقة. يدرك المبرمجون الدوليون الذين يحطون رحالهم في جدة اليوم أن "القصة القوية القادمة" قد تكون مختبئة في أحد ملفات المشاريع الوثائقية التي ستعرض في السوق خلال الأيام القادمة.
باختصار، ما يحدث في جدة اليوم وأمس هو رسم لملامح العام السينمائي المقبل. الصناع يحبسون أنفاسهم، والممولون يجهزون عقودهم، والجميع يترقب لحظة الصفر لانطلاق المارثون السينمائي الأهم في الشرق الأوسط.




تعليقات