ثلاثة مشاريع عربية تفوز بمنحة إنتاج مشترك من «صندوق البحر الأحمر» و«فيلم العُلا»

ثلاثة مشاريع عربية تفوز بمنحة إنتاج مشترك

ثلاثة مشاريع عربية تفوز بمنحة إنتاج مشترك : أعلن موقع BroadcastPro ME أنّ برنامج المنح المشتركة بين صندوق البحر الأحمر السينمائي وهيئة فيلم العُلا كشف اليوم عن نتائج دورة الإنتاج لعام 2025، حيث حصدت ثلاثة مشاريع عربية جديدة دعمًا إنتاجيًا يستهدف تمكين الأصوات الإبداعية في المنطقة ومساعدتها على استكمال مراحل التصوير وما بعد الإنتاج.

شراكة تُسرّع نمو الصناعة

تأتي المبادرة ضمن جهد مؤسسي متنامٍ لتعزيز صناعة السينما في العالم العربي، ولا سيّما في المملكة العربية السعودية التي رسّخت خلال الأعوام الأخيرة مكانتها كمركز ناشئ للإنتاج البصري في الشرق الأوسط. وتعدّ هذه المنح إحدى أهم أدوات التمويل المخصّصة للأفلام الروائية والوثائقية على حدّ سواء، لما توفره من أمان مالي وخارطة مرافقة تمتد من تطوير الفكرة إلى إنجاز النسخ النهائية.

تنوّع الأصوات والأنماط

بحسب BroadcastPro ME، أسهم البرنامج منذ انطلاقه في إنتاج عشرة أفلام حتى الآن، مثّلَت طيفًا واسعًا من الأصوات والثقافات والاتجاهات الجمالية القادمة من المنطقة وخارجها. ويستهدف الصندوق تمكين مخرجين ومنتجين عرب—خاصة الشباب—من سرد قصص أصيلة تعكس التحولات الاجتماعية والثقافية، مع فتح مسارات للتعاون العابر للحدود في الإنتاج والتوزيع وحضور المهرجانات.

قيمة مضافة للوثائقي العربي

تكتسب الخطوة أهمية خاصة لصنّاع الوثائقيات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تعاني المشاريع الوثائقية عادة من تحديات تمويلية ولوجستية. تتيح المنحة للمخرجين التحرّر من إملاءات السوق والتركيز على القيمة الفنية والبحثية، بما ينعكس على جودة المحتوى وقدرته على المنافسة دوليًا. كما تعكس الشراكة توجهًا سعوديًا متسقًا مع «رؤية 2030» لتنويع الاقتصاد وإطلاق طاقات الصناعات الإبداعية.

مسار دولي متصاعد

الأفلام المدعومة من دورات سابقة لصندوق البحر الأحمر سجّلت حضورًا في مهرجانات مرموقة مثل كان والبندقية وتورونتو، ما يؤشر إلى احترافية آليات الاختيار والتقييم. ويأمل القائمون على البرنامج أن تفتح دورة 2025 الباب أمام مزيد من المشاريع الوثائقية التي تستكشف موضوعات الهوية والذاكرة والتحولات الاجتماعية، مع تركيز واضح على الأصوات النسائية والشبابية.

إرشادات للتقديم

يوصي البرنامج المتقدّمين بإنجاز ملف مشروع متكامل يتضمن الرؤية الإخراجية وخطة الإنتاج والتوزيع، وإرفاق مادة مرئية أولية (تريلر/مشهد تجريبي) تعكس نبرة الفيلم واتجاهه الفني، والالتزام بالمواعيد النهائية التي تُعلن سنويًا عبر المنصة الرسمية. كما تُعدّ القيمة الثقافية والاجتماعية للقصة عنصرًا حاسمًا في قرار اللجنة.

آفاق السينما العربية

تمثل هذه الدورة خطوة إضافية نحو استدامة الإنتاج العربي وتعزيز استقلاليته التمويلية؛ فبعد سنوات من الارتهان للدعم الخارجي، تشهد المنطقة تحوّلًا يتيح لها صياغة سرديتها الخاصة بثقة أكبر. ومع ترسّخ السعودية محورًا إقليميًا للإنتاج، تبدو الوثائقيات العربية مقبلة على مرحلة ازدهار يتقاطع فيها المحلي مع الكوني ضمن لغة بصرية تُراهن على الصدق الفني والعمق الإنساني.