top of page

تقويم مهرجانات وأسواق السينما العالمية لعام 2025: أين نحن الآن؟

  • صورة الكاتب: Menadocs
    Menadocs
  • 18 نوفمبر
  • 3 دقيقة قراءة
تقويم مهرجانات وأسواق السينما

تقويم مهرجانات وأسواق السينما:

تقويم مهرجانات وأسواق السينما خريطة المهرجانات وأسواق السينما لعام 2025: ربع أخير مزدحم وفرص جديدة للوثائقي العربي

مع اقتراب نهاية عام 2025، تدخل صناعة السينما العالمية موسمها الأكثر حيويةً على الإطلاق. فالربع الأخير من كل عام ليس مجرد فترة ختامٍ تقويميٍّ، بل هو المرحلة التي تتلاقى فيها ذروة المهرجانات السينمائية مع انطلاق أسواق التوزيع الدولية التي تحدد مصير أفلام العام التالي.وفي هذا السياق، يكشف تقويم مهرجانات وأسواق السينما العالمية لعام 2025 — الذي نشره موقع Screen Daily وعدد من المنصّات المتخصصة — عن مشهد سينمائي عالمي يتّسم بالحركة الكثيفة، والتنوع الجغرافي، والتوجّه المتزايد نحو الأفلام الوثائقية، لا سيّما تلك القادمة من العالم العربي والشرق الأوسط.


الربع الأخير: موسم الحصاد السينمائي

تاريخياً، يُعدّ الفصل الأخير من السنة الفترة الأكثر زخماً في الأجندة السينمائية الدولية. فبين أكتوبر وديسمبر تتكدّس المواعيد الخاصة بالمهرجانات التي تختتم موسم الجوائز وتفتح الباب أمام ترشيحات الأوسكار والجوائز الأوروبية الكبرى.في الوقت نفسه، تتحوّل الأسواق السينمائية — مثل American Film Market في كاليفورنيا وAsia TV Forum في سنغافورة — إلى فضاءات حيوية للتوزيع والتمويل، حيث تبرم الصفقات ويُخطَّط لما سيُعرض في العام المقبل.

بالنسبة للعالم العربي، تكتسب هذه الفترة أهمية خاصة، إذ تتزامن مع فعاليات إقليمية وعالمية تمنح المخرجين العرب فرصة ثمينة لتقديم أعمالهم الوثائقية أمام لجان دولية وشبكات توزيع كبرى. أبرز هذه الفعاليات:

  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (نوفمبر 2025)، أحد أقدم المهرجانات في المنطقة، والذي يشهد حضوراً وثائقياً متنامياً سواء في المسابقات الرسمية أو عبر قسم “آفاق السينما العربية”.

  • مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة (ديسمبر 2025)، الذي أصبح خلال سنوات قليلة منصة رئيسية لتلاقي السينما العربية والعالمية، مقدّماً جوائز ضخمة وفرص توزيع مهمة للأفلام الوثائقية المستقلة.

  • مهرجان أيام قرطاج السينمائية في تونس (نوفمبر)، الذي يواصل دعم السينما الواقعية والاجتماعية ويمنح الوثائقيين العرب منبراً للتعبير عن قضاياهم المحلية.

هذه المهرجانات ليست مجرد عروض للأفلام؛ بل أسواق فعليّة للتبادل السينمائي والتعاون الدولي، حيث تُبنى شراكات إنتاج وتوزيع تمتدّ لسنوات.


تحوّل في طبيعة المهرجانات العالمية

يتّضح من التقويم الصادر عن Screen Daily أنّ المهرجانات لم تعد تقتصر على الطابع الاحتفالي أو العروض التنافسية. فالعديد منها بات يُدمج بين العروض والأسواق المهنية وبرامج التدريب، ما يعزز البُعد الصناعي للسينما.فعلى سبيل المثال، مهرجان تورونتو الدولي (TIFF) الذي أقيم في سبتمبر الماضي، خصّص هذا العام مساحات واسعة للأفلام الوثائقية ذات الطابع السياسي والاجتماعي، بما فيها أعمال تتناول قضايا الشرق الأوسط.أما مهرجان أمستردام للأفلام الوثائقية (IDFA)، الذي يُعقد في نوفمبر من كل عام، فهو يواصل موقعه كأكبر سوق وثائقي في العالم، حيث تُعرض أكثر من 250 فيلماً وثائقياً من مختلف القارات، ويُعتبر الوجهة الأولى لأي مخرج يبحث عن موزّعين أو ممولين دوليين.

ويشير الخبراء إلى أن الوثائقي العربي بات يحظى بحضور متزايد في مثل هذه الفعاليات، ليس فقط بوصفه "صوتاً من الجنوب"، بل كمنتج فني ناضج يقدّم سرداً جديداً عن المنطقة بعيداً عن التبسيط الغربي المعتاد.


الشرق الأوسط في قلب الخريطة

من اللافت هذا العام أن عدداً من الأسواق السينمائية بدأ يتوجّه صراحةً نحو الشرق الأوسط بوصفه منطقة إنتاج نشطة وقابلة للنمو.ففي تقارير Variety وHollywood Reporter الأخيرة، يُشار إلى أن شركات توزيع أوروبية وآسيوية باتت تضع المهرجانات العربية ضمن جدولها السنوي للبحث عن محتوى وثائقي جديد.ويرجع ذلك إلى عاملين رئيسيين:

  1. التحوّل النوعي في مضمون الأفلام العربية: إذ لم تعد الأفلام الوثائقية العربية محصورة في القضايا السياسية أو الإنسانية، بل امتدت إلى موضوعات الهوية، البيئة، الموسيقى، والذاكرة البصرية.

  2. الدعم المؤسسي المتزايد: مثل برامج مؤسسة الدوحة للأفلام والصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، التي باتت تموّل مشاريع تُعرض لاحقاً في أسواق دولية كبرلين وساندانس.

في هذا الإطار، يصبح حضور الوثائقيين العرب في مهرجانات الخريف الشتوية — كقرطاج، القاهرة، والبحر الأحمر — مقدّمة طبيعية لمشاركاتهم في الأسواق الأوروبية مع مطلع العام الجديد (2026)، مثل European Film Market في برلين أو Cannes Docs في فرنسا.


اقتصاد المهرجانات: ما وراء البساط الأحمر

من المهم إدراك أن المهرجانات والأسواق السينمائية اليوم لم تعد مجرّد تظاهرات ثقافية، بل باتت جزءاً من الاقتصاد الإبداعي العالمي.فبحسب تقرير UNESCO Creative Economy 2025، تضخّ أسواق الأفلام والمهرجانات الكبرى أكثر من 3 مليارات دولار سنوياً في سلسلة الإنتاج السينمائي حول العالم، من خلال التمويل المباشر، التوزيع، والرعايات التجارية.وبذلك، فإن مشاركة فيلم وثائقي عربي واحد في سوق دولي يمكن أن تعني فتح باب تمويل أو توزيع لعشرات المشاريع الأخرى من المنطقة.

على سبيل المثال، شارك العام الماضي فيلم "لا أرض أخرى" (No Other Land)، وهو إنتاج فلسطيني–إسرائيلي مشترك، في عدد من المهرجانات والأسواق، وانتهى به المطاف إلى الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام 2025.هذا المثال يوضح كيف يمكن للمهرجانات والأسواق أن تكون أكثر من مجرد منصات عرض — إنها آلية كاملة لصناعة الاعتراف والانتشار.


خاتمة: موسم وثائقي عربي واعد

في خضم هذا الزخم العالمي، يمكن القول إن الربع الأخير من عام 2025 يمثّل لحظة اختبار حقيقية لصنّاع الوثائقيات العرب. فبينما تزداد المنافسة في المهرجانات الدولية، تتوسع أيضًا الفرص أمام من يمتلك رؤية فنية صادقة وقدرة على التواصل مع الجمهور العالمي.إنّ متابعة التقويم السينمائي لا تُعدّ ترفاً مهنياً، بل خطوة استراتيجية في مسار كل مخرج يسعى لأن يكون جزءاً من الحراك السينمائي العالمي.

وبين أروقة القاهرة وقرطاج وجدة، مروراً بشوارع أمستردام وبرلين، تُكتب الآن فصول جديدة في قصة السينما الوثائقية العربية — قصة لم تعد هامشية، بل صارت جزءاً أصيلاً من المشهد العالمي المتغيّر.

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page