top of page

تسليط الضوء على السينما التونسية في المهرجان الفرنكـو-عربي

  • صورة الكاتب: Menadocs
    Menadocs
  • 17 نوفمبر
  • 3 دقيقة قراءة
السينما التونسية في المهرجان الفرنكـو-عربي


تسليط الضوء على السينما التونسية في المهرجان الفرنكـو-عربي


في ضاحية نوازي-لو-سيك (Noisy-le-Sec) القريبة من باريس، احتفى مهرجان السينما الفرنكـو-عربية 2025 بدورته الجديدة هذا الأسبوع بالسينما التونسية، واضعًا إيّاها في صدارة برمجته تحت شعار «حكي مختلف» — في تكريم فني وثقافي يسلّط الضوء على خصوصية التجربة التونسية في السرد السينمائي، ولا سيّما في مجال الأفلام الوثائقية.


تونس في الواجهة: ذاكرة وسرد يتجددان

السينما التونسية في المهرجان الفرنكـو-عربي :منذ ثورة 2011، شهدت السينما التونسية انتعاشًا ملحوظًا في مجال الأفلام الوثائقية، حيث اتجه العديد من المخرجين الشباب إلى توثيق التحولات الاجتماعية والسياسية عبر لغة سينمائية متقشفة وصادقة. هذا الزخم لم يغب عن لجنة تنظيم المهرجان، التي خصصت قسماً كاملاً تحت عنوان «الواقع كما نراه» لعرض وثائقيات تونسية حديثة، أبرزها:

  • «على حافة الذاكرة» للمخرجة عفاف بن محمود، الذي يوثّق رحلة أم تبحث عن آثار ابنها المختفي أثناء موجة الهجرة غير النظامية.

  • «حوشنا» للمخرج يونس العيّادي، فيلم وثائقي يلتقط تحولات الأحياء الشعبية في العاصمة تونس بين الماضي والحاضر.

  • «ظلّ النسوة» للمخرجة سناء بن عمار، الذي يرصد نضالات نساء من الجنوب التونسي ضد التهميش الاقتصادي والاجتماعي.

هذه الأفلام، وفق النقاد، تمثل «جيلًا جديدًا من الوثائقيين التونسيين» القادرين على تحويل الألم الشخصي إلى لغة بصرية عالمية، وهو ما أثار اهتمام جمهور المهرجان ونقاده على السواء.


حوار الثقافات عبر الوثائقي

المهرجان الفرنكـو-عربي، الذي يُعقد سنويًا منذ عام 2011، يسعى إلى أن يكون جسرًا بين الضفتين الجنوبية والشمالية للمتوسط، من خلال الفن السابع. وتونس، بحضورها القوي هذا العام، جسدت جوهر هذه الفلسفة: إذ استطاعت أن تزاوج بين اللغة الفرنسية كأداة تواصل عالمية، والعربية كأداة هوية وذاكرة.

في إحدى الجلسات الحوارية، صرّحت مديرة المهرجان إيزابيل دوبريه بأن «السينما التونسية تملك خصوصية لافتة في مقاربة الواقع؛ فهي لا تكتفي بالسرد، بل تسائل الذاكرة والهوية بشكلٍ عميق»، مضيفة أن الأفلام التونسية المعروضة «تُثبت أن الوثائقي أصبح وسيلة مقاومة ثقافية بامتياز».

📽️ التونسيون في المهجر: جمهور متفاعل

اللافت في هذه الدورة هو الإقبال الواسع من الجالية التونسية والعربية المقيمة في فرنسا، التي وجدت في العروض الوثائقية مساحة لاستعادة الذاكرة الجماعية والتواصل مع الوطن من خلال الصورة. بعض الحاضرين وصفوا الأفلام بأنها «نافذة على تونس الحقيقية»، بعيدًا عن الصور النمطية الإعلامية.

كما شهدت العروض نقاشات مفتوحة بين المخرجين والجمهور، ركّزت على قضايا مثل الهجرة، الحرية الفردية، ودور المرأة في إعادة بناء المجتمع بعد الثورة — ما جعل المهرجان ساحة فكرية بقدر ما هو احتفال سينمائي.


حضور عربي ودولي متوازن

رغم أن تونس كانت ضيفة الشرف، إلا أن المهرجان حافظ على طابعه المتعدد، حيث شاركت أفلام من المغرب، لبنان، فلسطين، ومصر، إلى جانب أعمال فرنسية تناولت مواضيع مرتبطة بالعالم العربي. غير أن النقاد أشاروا إلى أن الأفلام التونسية تحديدًا كانت الأكثر جرأة من حيث اللغة السينمائية، معتمدة على تقنيات سردية حديثة كالدمج بين الوثائقي والروائي، واستخدام الأرشيف الشخصي كأداة درامية.


الجوائز والتكريم

حصل فيلم «ظلّ النسوة» على جائزة لجنة التحكيم الخاصة تقديرًا لـ«جرأته في تناول موضوع المرأة من منظور إنساني وبصري عميق». أما فيلم «حوشنا» فقد نال تنويهًا خاصًا من النقاد لقدرته على «تحويل تفاصيل الحياة اليومية إلى ملحمة بصرية شاعرية».

كما أُعلن عن شراكة جديدة بين المهرجان و«المركز الوطني للسينما والصورة» في تونس، تهدف إلى دعم التبادل الثقافي والإنتاج المشترك بين صانعي الأفلام الشباب في البلدين.


ختام

بهذا الحضور اللافت، تؤكد تونس مرة أخرى أن السينما الوثائقية ليست مجرد وسيلة لرواية الواقع، بل أداة لتغييره. المهرجان الفرنكـو-عربي، في نسخته الحالية، لم يكن مجرد مناسبة احتفالية، بل منصة حقيقية للتفاعل بين ضفّتين، ولسرد الحكايات التي لم تُروَ بعد — «حكي مختلف» يعبّر عن ذاكرة، مقاومة، وولادة متجددة للسينما التونسية في فضاء عالمي.

هل ترغب أن أُحوّل هذا المقال إلى ملف CSV جاهز للنشر مع عنوان وموجز وصيغة UTF-8 (BOM) مثل باقي مقالات الأخبار الوثائقية اليومية؟


تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page