top of page

تعميق التعاون المصري-الروسي عبر السينما الوثائقية

  • صورة الكاتب: Menadocs
    Menadocs
  • 16 نوفمبر
  • 2 دقيقة قراءة

تعميق التعاون المصري-الروسي عبر السينما الوثائقية


تعميق التعاون المصري-الروسي عبر السينما الوثائقية

مصدر الصورة : جريدة الأهرام



في خطوة جديدة تعكس تنامي الحضور الثقافي والدبلوماسي بين القاهرة وموسكو، أكدت إيكاترينا ياكوفليفا، رئيسة قسم البث الوثائقي في شبكة RT الروسية، أن التعاون بين مصر وروسيا في مجال الأفلام الوثائقية يشهد نمواً ملحوظاً، وأن الفيلم الوثائقي أصبح أداة فعّالة لتقريب الشعوب وتعزيز الفهم المتبادل بين الثقافتين العريقتين. جاء ذلك في تصريحات خاصة لها على هامش مشاركتها في منتدى «زمن الأبطال» المنعقد في القاهرة الأسبوع الجاري.


السينما الوثائقية :وثائقيات كجسور دبلوماسية

تحدثت ياكوفليفا عن الدور المتنامي الذي تلعبه السينما الوثائقية في بناء جسور من التفاهم الثقافي بين البلدين، مشيرة إلى أن "الفيلم الوثائقي هو شكل من أشكال الدبلوماسية الشعبية، لأنه يتيح رواية القصص المشتركة بعيون إنسانية تتجاوز اللغة والسياسة".وأضافت أن التعاون بين مؤسسات الإنتاج والتوزيع في البلدين يفتح الباب أمام مشاريع جديدة من شأنها أن تُعرّف الجمهورين المصري والروسي بتاريخ وثقافة الآخر بطريقة واقعية وبصرية مؤثرة.


رؤية استراتيجية للتقارب الثقافي

السينما الوثائقية : يرى خبراء في الإعلام الثقافي أن تصريحات ياكوفليفا تأتي في سياق أوسع من الجهود التي تبذلها القاهرة وموسكو لتوسيع التعاون الثقافي والعلمي بعد عقد من التعاون السياسي والعسكري. فبعد تعزيز العلاقات في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم، يبدو أن السينما الوثائقية أصبحت ساحة جديدة للعمل المشترك تُعبّر عن الهوية وتعرض القصص التاريخية من منظور إنساني مشترك.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر في الهيئة العامة للاستعلامات المصرية أن هناك مباحثات أولية لإطلاق مشروع مشترك لإنتاج سلسلة وثائقية تتناول محطات التعاون بين مصر وروسيا منذ خمسينيات القرن الماضي، مع التركيز على الدور الثقافي والعلمي في العلاقات الثنائية.


محتوى متبادل ولغات متعددة

من جانبها، أشارت ممثلة RT إلى أن المنصة الروسية ستبث خلال عام 2026 عدداً من الأفلام الوثائقية التي صُوّرت في القاهرة والإسكندرية والأقصر، بمشاركة مخرجين مصريين شباب، ضمن مبادرة تهدف إلى "تدريب صناع وثائقيين من الجيل الجديد على تقنيات السرد البصري المشترك".

كما يجري التحضير لتوفير ترجمة عربية وروسية متبادلة للأعمال الوثائقية لزيادة الوصول إلى الجمهور في كلا البلدين، وهو ما يراه النقاد خطوة مهمة في توسيع الحضور الدولي للأعمال الوثائقية المصرية التي غالباً ما تواجه تحديات في التوزيع العالمي.


دبلوماسية الصورة في القرن الجديد

في ظل عالم تتراجع فيه اللغة الدبلوماسية التقليدية لصالح القوة الناعمة، يبرز الفيلم الوثائقي كوسيلة سردية توصل الرسائل السياسية والثقافية دون مباشرة أو صدام. فالتاريخ الطويل للعلاقات المصرية-الروسية، الممتد منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، يوفّر أرضية خصبة لتعاون فني متجدد يعكس القيم المشتركة في مجالات التعليم، الفنون، والعلوم.

وبحسب ما أشار إليه محللون في مجال الإعلام الدولي، فإن مثل هذا التعاون يعزز من صورة البلدين كمراكز ثقافية نشطة قادرة على إنتاج محتوى وثائقي عالي الجودة ينافس الإنتاج الغربي.


نحو مشهد وثائقي عابر للحدود

من المتوقع أن يشهد العام المقبل إنتاج أول وثائقي مشترك بين القناة المصرية الدولية (ETV International) وشبكة RT Doc الروسية، يركّز على التبادل الثقافي بين طلاب الجامعات المصرية والروسية. كما تجري مناقشات موازية مع مهرجانات سينمائية مثل مهرجان الجونة السينمائي ومهرجان موسكو الدولي للأفلام الوثائقية لعرض هذه الأعمال ضمن فعالياتهما القادمة.

هذا النوع من الشراكات لا يهدف فقط إلى التبادل الفني، بل يعكس وعياً متزايداً لدى الطرفين بأن الصورة الوثائقية أصبحت اليوم وسيلة تأثير عالمية قادرة على الوصول إلى ملايين المشاهدين، وبناء صورة ذهنية إيجابية متبادلة بين الشعوب.


ختاماً

إن تعميق التعاون المصري-الروسي عبر السينما الوثائقية يُعد خطوة نوعية نحو استخدام الفن كوسيلة دبلوماسية راقية، تُترجم التاريخ والهوية إلى سرد بصري مشترك، وتضع الإنسان في قلب الحوار الحضاري بين الشرقين.

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page