top of page

السينما السعودية الجديدة في واجهة مهرجان البحر الأحمر 2025

  • صورة الكاتب: Menadocs
    Menadocs
  • 22 نوفمبر
  • 3 دقيقة قراءة
السينما السعودية الجديدة


في خطوة لافتة نحو دعم الأصوات الجديدة في السينما الواقعية السعودية، أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025 عن تخصيص دفعة مميزة من الأفلام الوثائقية ضمن برنامج «السينما السعودية الجديدة» (New Saudi Cinema Features)، لتكون جزءًا من فعاليات المهرجان الذي يُقام في مدينة جدة من 5 إلى 14 ديسمبر المقبل.

البرنامج، الذي يُعدّ من أبرز أقسام المهرجان، يهدف إلى تسليط الضوء على مواهب سعودية صاعدة تُقدّم رؤى معاصرة للواقع المحلي من خلال لغة الصورة الوثائقية، في توازنٍ بين التجريب الفني والالتزام بالتوثيق الواقعي.


السينما السعودية الجديدة خمسة أفلام وثائقية جديدة من صُنّاع سعوديين ناشئين

كشفت إدارة المهرجان أن البرنامج سيضم خمسة أعمال وثائقية طويلة من مخرجين ومخرجات سعوديين تتناول موضوعات متنوعة تشمل:

  • التحولات الاجتماعية في المملكة من منظور الأجيال الجديدة،

  • العلاقة بين الذاكرة والمكان في المدن السعودية القديمة،

  • قضايا البيئة والتحولات العمرانية السريعة،

  • وثائقي عن الموسيقى والفنون الشعبية في الجنوب السعودي،

  • وتجربة نسائية توثّق التغيرات الثقافية في سوق العمل الفني.

وقد أكّد مدير المهرجان التنفيذي محمد التركي أن "السينما الوثائقية السعودية تشهد طفرة حقيقية، ونحن نؤمن بأن هذه الأصوات الجديدة تستحق أن تُسمع على المنصّات الدولية". وأضاف أن المهرجان يسعى إلى "توسيع نطاق السرد المحلي ليعكس عمق التجربة السعودية بكل تفاصيلها الإنسانية".


دعم إنتاجي وتدريبي موازٍ للعرض

لا يقتصر البرنامج على عرض الأفلام فحسب، بل يشمل أيضًا جلسات حوارية وورش عمل ضمن مبادرة "مختبر البحر الأحمر" (Red Sea Lab)، والتي تهدف إلى تمكين صناع الوثائقيات الشباب من تطوير مشاريعهم، وتعلّم مهارات السرد البصري والتمويل المشترك.وسيحصل الفائزون على فرص للتوزيع المحلي والعالمي عبر منصّات بث رقمية وشركاء إنتاج من أوروبا وآسيا.

بحسب اللجنة المنظمة، فإن الأفلام المختارة قد تم تطوير بعضها بدعم من صندوق البحر الأحمر للأفلام، وهو أحد أبرز أدوات التمويل الجديدة في المملكة، والذي قدّم منحًا لإنتاج أكثر من 40 فيلمًا منذ عام 2021، بينها أعمال وثائقية نالت جوائز في مهرجانات مثل البندقية وقرطاج.


الوثائقي السعودي بين الهوية والواقع

يأتي هذا التوجه ضمن حراك ثقافي واسع تشهده المملكة في السنوات الأخيرة لتعزيز الإنتاج السينمائي الوطني وتقديم صورة جديدة عن المجتمع السعودي من الداخل.فبعد عقود من غياب البنية التحتية للسينما، أصبحت السعودية اليوم مركزًا صاعدًا للإنتاج العربي، حيث باتت الوثائقيات تلعب دورًا محوريًا في نقل القصص المحلية إلى الشاشة العالمية.

ويرى النقاد أن مهرجان البحر الأحمر بات بمثابة مختبر واقعي للهوية السعودية الجديدة، إذ لا يكتفي بعرض أفلام جاهزة بل يسهم في صناعتها منذ المراحل الأولى. ويُتوقع أن تُشكّل هذه الدورة منصة قوية لتثبيت مكانة الوثائقي السعودي كصنف سينمائي قائم بذاته.


تفاعل جماهيري مرتقب

من المنتظر أن تحظى العروض باهتمام جماهيري واسع، خصوصًا مع تزايد الإقبال المحلي على الأفلام التي تتناول الواقع السعودي بصوت شبابه.وقد أعلن المهرجان عن تخصيص صالات عرض مجانية للطلاب والنقاد، إلى جانب جلسات نقاشية مع المخرجين عقب العروض، في خطوة تهدف إلى تعزيز الثقافة السينمائية وتبادل الخبرات.

كما يتوقع أن يشارك في الفعاليات عدد من الضيوف الدوليين من مهرجانات مثل أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (IDFA) وصندانس (Sundance)، ما يمنح الأفلام السعودية فرصة للتوزيع والترويج خارج المنطقة.


نحو مستقبل وثائقي سعودي عالمي

إن إدراج هذه الأفلام ضمن برنامج "السينما السعودية الجديدة" يعكس نضج التجربة المحلية ورغبة واضحة في تحويل الوثائقي من أداة تسجيلية إلى لغة فنية قادرة على المنافسة عالميًا.ويؤكد النقاد أن هذا التحول سيكون حاسمًا في السنوات المقبلة، خاصة مع ازدهار التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة لتأسيس صناعة مستدامة، تُبرز القصص السعودية ضمن المشهد السينمائي العالمي.

خلاصة القول:تُعدّ مبادرة مهرجان البحر الأحمر 2025 خطوة نوعية نحو تثبيت حضور الفيلم الوثائقي في المملكة، وتأكيد دوره في تشكيل وعي ثقافي جديد يربط بين الماضي والحاضر، بين الواقع المحلي والطموح الدولي.فبينما كانت الوثائقيات تُنتج سابقًا في نطاق محدود، فإنها اليوم تتحوّل إلى رؤية وطنية شاملة تعبّر عن الإنسان والمكان السعودي في زمن التحوّل.

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page