فيلم الحياة بعد سهام حين تتحوّل الذاكرة العائلية إلى وثيقة بصرية نابضة
- Menadocs

- 17 نوفمبر
- 1 دقيقة قراءة

مصدر الصورة: من فيلم الحياة بعد سهام
يواصل الفيلم الوثائقي الحياة بعد سهام للمخرج الفرنسي ـ المصري نمير عبد المسيح رحلته القوية في المهرجانات الدولية، بعد أن جذبت عروضه الأولى اهتمامًا نقديًا لافتًا منذ مشاركته في قسم ACID بمهرجان كان 2025، ثم ظهوره اللاحق في مهرجان زيورخ الدولي. العمل يأتي كتحية حميمة لوالدة المخرج الراحلة سهام، لكنه يتجاوز حدود السيرة الذاتية ليصبح بحثًا بصريًا عميقًا في الذاكرة، والانتماء، والروابط التي تظل حيّة رغم الفقد.
يعتمد عبد المسيح على أرشيف غني يجمع بين تسجيلات عائلية قديمة وصور شخصية ومقاطع سينمائية، بعضها من أفلام يوسف شاهين، ليعيد تركيب صورة الأم التي شكّلت مركز العائلة وذاكرتها. لا يقدّم الفيلم قصة خطية، بل يختار بنية مفتوحة تتيح للمشاهد ملامسة الشجن، ومتابعة رحلة الابن وهو يعيد اكتشاف تفاصيل صغيرة كانت منسية، ليحوّلها إلى خيط سردي يعيد بناء علاقة لا تنتهي برحيل أصحابها.
يمتزج في «Life After Siham» البعد الشخصي بالبعد الفني، إذ يحافظ الفيلم على حسّ بصري عالٍ، ويتعامل مع الأرشيف ليس كوثيقة جامدة بل كمساحة للحوار بين الماضي والحاضر. هنا تبدو الذاكرة فعلًا إبداعيًا، وليست مجرد استعادات، وهو ما أعطى للعمل حضورًا قويًا في المهرجانات، وصولًا إلى تتويجه مؤخرًا بجائزة «أفضل فيلم وثائقي عربي» في إحدى دورات مهرجانات المنطقة.
يمثل الفيلم نموذجًا مهمًا لعودة السيرة الذاتية العائلية إلى واجهة السينما الوثائقية العربية، ويشير إلى اتساع الاهتمام العالمي بالأعمال التي تمزج بين الحميمي والفني. كما يعكس قدرة السينمائيين العرب المقيمين في الغرب على صياغة سرديات جديدة تتجاوز الحدود الجغرافية، وتفتح بابًا لأسئلة الهوية والذاكرة والبحث عن الذات في عالم متحوّل.




تعليقات