اشتعال حرب الظل في هوليوود
- Menadocs

- قبل 12 ساعة
- 2 دقيقة قراءة

اشتعال حرب الظل في هوليوود
بينما يستعد العالم لموسم الأعياد، تدخل صناعة السينما الوثائقية في لوس أنجلوس ونيويورك في الأسابيع الأكثر توتراً وإرهاقاً في العام. لقد انتهى موسم "شهر العسل" في المهرجانات الدولية (من صندانس وبرلين إلى فينيسيا وتورنتو، وأخيراً أمستردام)، وبدأت الآن "الحرب الحقيقية": معركة النفوذ، المال، والعلاقات العامة لضمان مقعد في القوائم القصيرة لجوائز الأوسكار القادمة.
في هذه الساعات الراهنة، يتحول التركيز من "جودة الفيلم" الفنية فقط، إلى القدرة على "إيصال الفيلم" إلى أعضاء الأكاديمية الذين يملكون حق التصويت.
من "الباز" الفني إلى "الطحن" الانتخابي
اشتعال حرب الظل في هوليوود المشهد اليوم في هوليوود لا يتعلق بصناعة الأفلام بقدر ما يتعلق بصناعة "الزخم". شركات الإنتاج العملاقة ومنصات البث الكبرى (مثل Netflix، National Geographic، Apple TV+، و HBO) تفتح خزائنها الآن لضخ ملايين الدولارات في حملات ترويجية شرسة تحت شعار "من أجل نيل ترشيحكم" (For Your Consideration).
صفحات المجلات السينمائية المتخصصة (مثل Variety و The Hollywood Reporter) الصادرة اليوم وأمس، تكاد تخلو من المحتوى التحريري بسبب كثافة الإعلانات المدفوعة للأفلام الوثائقية الطامحة. الهدف واحد: حفر اسم الفيلم في ذاكرة المصوت الذي يغرق تحت طوفان من مئات الأفلام التي يجب مشاهدتها في وقت قصير.
صراع السرديات: السياسي العاجل في مواجهة الفني الحميم
ما يميز سباق هذا العام، والذي يظهر جلياً في النقاشات الدائرة حالياً في أروقة الصناعة، هو الانقسام الحاد في نوعية الأفلام المتصدرة للمشهد.
من جهة، هناك ضغط هائل من الأفلام ذات الطابع السياسي الملحّ والعاجل، لا سيما تلك القادمة من مناطق النزاع (مثل أوكرانيا، وبالطبع الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط والتي حصدت جوائز كبرى مؤخراً). هذه الأفلام تراهن على "الضمير" السياسي للأكاديمية وعلى آنية الحدث.
ومن جهة أخرى، تنافس بقوة أفلام وثائقية ذات طابع شخصي حميمي، أو تلك التي تتناول سير المشاهير بقوالب فنية مبتكرة، مدعومة غالباً بآلة تسويقية ضخمة من المنصات الرقمية التي تعرف أن هذه النوعية تجذب الجمهور الأوسع.
"اللعبة الأرضية" في لوس أنجلوس
في هذه الأثناء، يخوض مخرجو ومنتجو الأفلام الوثائقية ما يشبه "حملة انتخابية سياسية". جداولهم اليومية في لوس أنجلوس مزدحمة بعروض خاصة لأعضاء النقابات، تليها جلسات أسئلة وأجوبة (Q&A)، وحفلات استقبال مسائية.
الهدف من هذه "اللعبة الأرضية" المنهكة هو مصافحة أكبر عدد ممكن من المؤثرين، وخلق حالة من الحديث الإيجابي (Word of Mouth) قد تكون هي الفاصل بين الوصول إلى القائمة القصيرة (Shortlist) المتوقع إعلانها في أواخر ديسمبر، أو السقوط في طي النسيان.
باختصار، السباق الآن لم يعد ماراثوناً طويلاً، بل تحول إلى سباق سرعة نهائي ووحشي، حيث البقاء ليس للأفضل فنياً فحسب، بل للأقدر على الصراخ وإثبات وجوده في غابة هوليوود الصاخبة.




تعليقات