أنت قادر على أيّ شيء: وثائقي بريطاني يكشف وجه الحرب الإسرائيلية في غزة

مصدر الصورة: فيلم أنت قادر على كل شئ

أنت قادر على أيّ شيء: وثائقي بريطاني يكشف وجه الحرب الإسرائيلية في غزة :في خطوة تُعدّ من أكثر الإنتاجات جرأة في المشهد التلفزيوني الأوروبي هذا العام، عرضت شبكة ITV البريطانية فيلمًا وثائقيًا جديدًا بعنوان “You Can Do Anything” («أنت قادر على أي شيء»)، يوثّق شهادات لجنود إسرائيليين خدموا في قطاع غزة، ويتحدثون صراحةً عن مشاهد الحرب وما ارتُكب خلالها من أفعال، وصفتها بعض المنظمات الحقوقية بأنها ترقى إلى «جرائم حرب منهجية».

يبدأ الوثائقي بمشاهد قاتمة من غزة بعد القصف، تتخللها مقابلات مع جنودٍ إسرائيليين سابقين أدلوا بشهاداتهم أمام الكاميرا. بعضهم ظهر بوجه مكشوف، بينما فضّل آخرون الظلّ أو التشويش الصوتي خوفًا من الملاحقة. المشهد الافتتاحي يوحي بقدرٍ من الصدمة والاعتراف، حيث يقول أحدهم: «لم أكن أعرف أننا سنفعل كل هذا. قالوا لنا: أنتم قادرون على أي شيء… ولم يكن ذلك مجازًا.»

الفيلم من إنتاج الصحفية البريطانية هانا وايتفيلد، بالتعاون مع فريق بحثٍ ميدانيّ عمل على جمع الشهادات منذ مطلع العام. اعتمد الفريق على مقاطع فيديو من جنودٍ ومدنيين في غزة، وعلى تقارير موثقة من منظمة Breaking the Silence الإسرائيلية، التي تهدف إلى كشف ممارسات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

من الناحية السينمائية، يتميّز العمل بأسلوب سردٍ توثيقي مباشر، بعيدٍ عن التزويق الفني، لكنه مشحون بالعاطفة والواقعية. المشاهد تُركت لتتحدث عن نفسها: الدمار، الأطفال، والجنود الذين يتحدثون عن «فقدان الإحساس بالرحمة» أثناء العمليات. يُظهر الفيلم أيضًا كيف أن بعضهم يعيش الآن صدمةً نفسية مستمرة.

الجدير بالذكر أنّ عرض الفيلم في المملكة المتحدة أثار ردود فعل متباينة. فبينما أثنى عليه ناشطون في حقوق الإنسان بوصفه «نقطة تحوّل في فهم الرواية الإعلامية للحرب»، اعتبره مسؤولون إسرائيليون «متحيزًا ومضللاً».ورغم الجدل، إلا أن الوثائقي يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: من يوثّق الحروب؟ ومن يمتلك الحق في سردها؟ وهل تكفي الكاميرا وحدها لمواجهة النسيان؟