مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يؤكد مكانته كأعرق تظاهرة سينمائية معتمدة في المنطقة
- Menadocs

- قبل 3 أيام
- 2 دقيقة قراءة

مهرجان القاهرة السينمائي
في دورته السادسة والأربعين، يعود مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليؤكد مكانته كأعرق تظاهرة سينمائية معتمدة في المنطقة، وكواحد من مهرجانات الفئة “أ”. تنعقد الفعاليات بين 12 و21 نوفمبر 2025 ببرنامج يوازن بين الاكتشاف والاحتفاء، ويركّز على بناء تجربة مشاهدة مدروسة تُقدِّم الأفلام في سياقات نقدية ونقاشات مفتوحة تعيد الاعتبار لفكرة “المشاهدة الواعية”.
يراهن المهرجان هذا العام على مشهد عربي متجدد عبر قسم “آفاق السينما العربية” الذي يقدّم عناوين من أصوات مخضرمة ووجوه جديدة، ويمنح الجمهور مفاتيح قراءة إضافية عبر جلسات حوار ومواد تحليلية موازية. لا يكتفي القسم بعرض الأفلام، بل ينشئ مساحة تفكير حول الأساليب والسرديات والأسئلة التي تشغل السينما العربية اليوم.
وعلى المستوى المهني، تواصل “أيام القاهرة لصناعة السينما” دورها كجسر عملي بين المشاريع العربية والمنتجين وشركات التمويل والتوزيع. في قلب هذه المنصة ينعقد “ملتقى القاهرة السينمائي” حيث تتجاور المشاريع في مراحل التطوير وما بعد الإنتاج، وتتكوّن الشراكات، وتُصاغ خرائط الطريق لما بعد المهرجان. هنا يصبح الحضور في القاهرة أكثر من مجرد عرض: إنه تأسيس لمسار إنتاجي وتوزيعي يمتد إلى العام التالي.
يحضر الوثائقي العربي بقوة لافتة، سواء داخل البرامج التنافسية أو عبر العروض الخاصة، مع أعمال تستند إلى بحث وأرشيف وشهادات حية، وتذهب إلى قضايا الإنسان والسياسة والذاكرة. هذا الحضور يعكس دورة إنتاج أكثر نضجًا في المنطقة، ويكشف عن شبكة أوسع من الشراكات والداعمين، كما يتيح للأفلام الوثائقية مسارًا واضحًا نحو التوزيع والانتشار الإقليمي والدولي.
ولا يغفل المهرجان بعده التراثي، إذ يخصّص تحيات واستعادات لأسماء ومحطات مؤثرة في تاريخ السينما المصرية والعربية، ليصل الماضي بالحاضر ويطرح أسئلة المستقبل. بهذه المقاربة، تبدو القاهرة ساحة لقاء بين الأجيال، وعملاً متواصلًا على هوية سينمائية تُصان وتُحدّث في آن.
في محصلة هذه الدورة، يقدّم مهرجان القاهرة نموذجًا يريد أن يوازن بين جودة الاختيارات وقيمة النقاش حولها، بين عرض الأفلام وصناعة الفرص، وبين هوية محلية راسخة وحضور دولي متنامٍ. إنه موعدٌ يتجاوز شاشة العرض إلى فضاء أوسع، حيث تلتقي الصورة بالفكرة، وتتحول المدينة إلى منصة حيوية للحوار السينمائي العربي والعالمي.




تعليقات