فيلم مديحا.. حكاية إيزيدية تفتتح حضور المنطقة في مهرجان DOC NYC

مصدر الصورة : فيلم مديحا

يشهد مهرجان DOC NYC، أكبر تظاهرة مخصصة للفيلم الوثائقي في الولايات المتحدة، حضورًا عربيًا وإقليميًا لافتًا هذا العام، من خلال أفلام تسلط الضوء على قضايا إنسانية من الشرق الأوسط، أبرزها فيلم مديحا (Mediha) الذي يشارك ضمن المسابقة الأمريكية الرسمية.

الفيلم يروي القصة الحقيقية للشابة الإيزيدية ميديا إبراهيم التي نجت من أسر تنظيم داعش في سن الرابعة عشرة، لتبدأ رحلة مواجهة جديدة بعد نجاتها، وهي البحث عن إخوتها المفقودين ومحاولة إعادة بناء حياتها في مخيمات النزوح بشمال العراق. المخرجة لوسيانا فيشر تقدّم الحكاية من منظور البطلة نفسها، مستخدمة لقطات مصوّرة ذاتيًا بهاتف محمول، وصورًا أرشيفية نادرة توثّق فصول العنف والنجاة، في عمل يمزج بين الشهادة الشخصية والسرد السياسي دون فقدان حسّ الإنسانية والدفء.

عُرض «ميديا» لأول مرة في مهرجان تريبيكا السينمائي في نيويورك، حيث نال إشادات نقدية واسعة، قبل أن يُختار لاحقًا لبرنامج DOC NYC 2025، ما يعدّ مؤشرًا قويًا على اهتمام المنصات الأمريكية المتزايد بقصص من المنطقة العربية والكردية، وبدور النساء في توثيق تجارب الحرب واللجوء. النقاد وصفوه بأنه «رحلة ذاتية مؤلمة ومضيئة في آنٍ واحد»، وأنه يجسّد قدرة السينما الوثائقية على إعادة تعريف البطولة من زاوية شخصية تمامًا.

الحضور العربي في مهرجان DOC NYC هذا العام لا يقتصر على «ميديا»، بل يتضمّن أيضًا عروضًا لأفلام تتناول الذاكرة والهوية والمنفى من شمال إفريقيا والمشرق، مما يعكس توسّع اهتمام المبرمجين الأمريكيين بالأصوات القادمة من المنطقة. بالنسبة للمخرجين العرب، يشكّل المهرجان بوابةً رئيسية نحو السوق الأمريكية، ومنصة لربط الأفلام ذات الطابع المحلي بشبكات التوزيع الدولية.

في ضوء هذا الاهتمام، يبرز فيلم «ميديا» كمؤشّر إيجابي لمسار الوثائقيات القادمة من الشرق الأوسط، إذ يقدّم نموذجًا متوازنًا بين الحسّ الفني والبعد الحقوقي، ويذكّر بأن الحكايات الإنسانية الصادقة قادرة على عبور كل الحدود حين تُروى بصدقٍ وعدسةٍ مفتوحة على الألم والأمل معًا.