كوثر بن هنية

النشأة والتعليم
وُلدت كوثر بن هنية في 27 أغسطس 1977 في مدينة سيدي بوزيد بتونس. درست السينما في تونس في مدرسة الفنون والسينما، ثم انتقلت إلى فرنسا لمتابعة دراستها في مدرسة “لافيميس” وجامعة السوربون في باريس.
المسيرة المهنية
بدأت مسيرتها بأفلام قصيرة وأعمال وثائقية ركّزت فيها على قضايا المرأة والحرية والهوية.
في عام 2014، أخرجت أول فيلم روائي طويل بعنوان «شلاط تونس» الذي تناول قصة رجل يهاجم النساء في العاصمة بأسلوب يمزج بين الروائي والوثائقي.
عام 2017، قدمت فيلم «على كف عفريت» الذي عُرض في قسم “نظرة ما” في مهرجان كان، متناولًا قصة فتاة تبحث عن العدالة بعد تعرضها لاعتداء.
في عام 2020، أخرجت فيلم «الرجل الذي باع ظهره» الذي رُشّح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي، ليكون أول فيلم تونسي يصل إلى هذه المرحلة.
أما في عام 2023، فقدّمت فيلمها الوثائقي الروائي «بنات ألفة» الذي نال جائزة لجنة التحكيم في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان السينمائي، وأثار إعجاب النقاد بدمجه بين الواقع والتمثيل في سرد قصة أم تونسية انضمت ابنتاها إلى جماعة متطرفة.
وفي عام 2025، أطلقت فيلمها الجديد «صوت هند رجب» الذي يعرض تسجيلات حقيقية لطفلة فلسطينية كانت محاصرة في غزة، ليصبح من أبرز الأفلام العربية المشاركة في المهرجانات الدولية.
الأسلوب والمواضيع
تتميز كوثر بن هنية بأسلوب فريد يمزج بين الوثائقي والروائي، وتستخدم مقاربات جريئة في تناول قضايا معقدة مثل الحرية والسلطة والذاكرة والعنف الاجتماعي.
غالبًا ما تتناول في أفلامها حكايات نساء يعشن صراعات بين الواقع والخيال، وتستعمل لغة سينمائية تجمع بين الصدق التوثيقي والابتكار الفني.
في أعمالها الأخيرة، اتجهت إلى إعادة تمثيل الواقع بمشاركة شخصيات حقيقية، ما جعلها من أبرز المخرجات العربيات في التجريب السينمائي.
الجوائز والإنجازات
جائزة لجنة التحكيم – قسم “نظرة ما” بمهرجان كان 2023 عن فيلم بنات ألفة.
أول مخرجة عربية تُرشّح مرتين لجائزة الأوسكار.
نالت أفلامها جوائز في مهرجانات كان والبندقية وقرطاج.
شاركت في لجان تحكيم مهرجانات دولية كبرى.
تُعتبر من أهم الأصوات النسائية في السينما العربية المعاصرة.
الأهمية الفنية
تمثل كوثر بن هنية نموذجًا لصانعة السينما العربية القادرة على الدمج بين الحس المحلي والبعد الإنساني العالمي.
تجربتها مصدر إلهام لصناع الوثائقيات العرب، خصوصًا في كيفية تحويل الأحداث الواقعية إلى مادة فنية مؤثرة تتجاوز الحدود السياسية والثقافية.
