يشهد المشهد السينمائي المصري هذا الأسبوع حدثًا مميزًا مع الإعلان عن فيلم وثائقي جديد بعنوان "أيقونة الإنسانية"، يوثّق الرحلة السرّية لنقل مقتنيات الملك توت عنخ آمون من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير في الجيزة. الفيلم الذي أخرجه وكتبه المخرج تامر محسن، يسلّط الضوء على واحدة من أكثر عمليات النقل دقةً وحساسية في تاريخ المتاحف، حيث جرى العمل على مدار أشهر في سرية تامة، وبمشاركة فرق من الخبراء وعلماء الآثار والمرممين.
يُنتظر عرض الفيلم خلال الأيام المقبلة بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يعدّ أضخم مشروع متحفي في العالم، وقد أطلقت الجهات المنظمة مقطعًا تشويقيًا للفيلم خلال الافتتاح الرسمي للمتحف، كاشفةً عن لقطات نادرة من مراحل التعبئة والنقل والتثبيت. ويقدّم "أيقونة الإنسانية" رؤية سينمائية تجمع بين التوثيق التاريخي والجمال البصري، حيث يُبرز الجهد الإنساني وراء كل قطعة نُقلت بعناية من قلب القاهرة إلى ضفاف الأهرامات.
الفيلم لا يركّز فقط على الجانب الأثري، بل يحاول أن يعكس القيم الحضارية والإنسانية الكامنة في هذا العمل الكبير، باعتباره رمزًا للتعاون والتفاني في حماية التراث المصري. كما يُتوقّع أن يساهم في تعزيز حضور الفيلم الوثائقي المصري في المشهد الإقليمي والدولي، خاصة وأنه يُقدَّم بميزانية إنتاجية عالية وبأسلوب بصري قريب من السينما الروائية.
بهذا العمل، تدخل مصر مرحلة جديدة في توظيف السينما الوثائقية كأداة لحفظ الذاكرة التاريخية ونقلها إلى الأجيال القادمة، ليصبح "أيقونة الإنسانية" شهادة فنية على لحظة فارقة تجمع بين الماضي العريق والحاضر المشرق.