انطلقت في العاصمة السعودية الرياض فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الفيلم الأوروبي، الذي يُقام هذا العام بعروض مفتوحة للجمهور في قاعات السينما المحلية حتى 11 نوفمبر الجاري. المهرجان تنظمه بعثة الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الهيئة السعودية للأفلام وعدد من السفارات الأوروبية، ويُعدّ أحد أبرز الفعاليات التي تتيح للجمهور المحلي فرصة مشاهدة نخبة من الإنتاجات الأوروبية الحديثة المترجمة إلى العربية والإنجليزية.

تتضمن الدورة الحالية عروضًا لأكثر من خمسة عشر فيلمًا من دول مختلفة، منها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا، وتشمل أفلامًا روائية ووثائقية تجمع بين التجريب الفني والقصص الإنسانية. ويهدف المهرجان إلى تعزيز الحوار الثقافي بين أوروبا والعالم العربي من خلال لغة السينما، وتسليط الضوء على القضايا المشتركة التي تمس الإنسان في كل مكان.

كما ينظم المهرجان جلسات نقاشية وورش عمل يشارك فيها مخرجون ومنتجون أوروبيون وسعوديون، لمناقشة فرص التعاون وتبادل الخبرات في مجالات الإنتاج المشترك والتوزيع والتدريب السينمائي. ويأتي الحدث ضمن سلسلة مبادرات ثقافية تشهدها المملكة لتوسيع دائرة الاهتمام بالفن السابع وتطوير المشهد السينمائي المحلي بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.

ويحظى المهرجان هذا العام بإقبال جماهيري لافت، إذ تشهد العروض اليومية حضورًا متنوعًا من عشاق السينما وطلاب معاهد السينما والمخرجين الشباب، ما يعكس تنامي الاهتمام بالسينما الأوروبية وفضول الجمهور السعودي للتعرّف على تجارب وأساليب سرد جديدة. هكذا يتحول مهرجان الفيلم الأوروبي في الرياض إلى جسر ثقافي متجدد، يربط بين ضفتي المتوسط عبر شاشة واحدة، تُعرض عليها قصص الناس وأحلامهم بلغات مختلفة، لكنها تُترجم جميعها إلى لغة واحدة هي لغة السينما.