MenaDocs

سنة 1962، احتفل الأقدام الحُمر باستقلال الجزائر، الأقدام الحُمر، اسم يُطلق على المناضلين غير الجزائريين الذين أتوا لمساندة الجزائر المستقلة، فكم كان عددهم؟ من أين أتوا؟ ما طبيعة حوافزهم وانتصاراتهم السياسية؟
سنقابل التروتسكيين القدامى، ثم سنتحدث عن أولئك الذين أصبحوا فيما بعد أعضاء بالمجلس السياسي الجزائري، سنلتقي أيضا بالشيوعيين الأرثودوكس، وسنقابل أيضا نقابيي ومناضلي " اليسار الجديد ". وكان الجزائريون يستقبلونهم بقلب مفتوح، يرون فيهم ممثلي " فرنسا الحقيقية ". بعد الانكسارات التي نتجت عن حملة القمع التي تعرضت لها حركة القبائل و قانون الجنسية الذي يربط حق المواطنة الجزائري بالإسلام، لم تتعدى فترة الحلم بالنسبة لهؤلاء الأقدام الحُمر ثلاثة سنوات. ثم انتهت بشكل مفاجئ وعنيف مع الانقلاب الذي قاده هواري بومدين بتاريخ 19 يونيو 1965، واعتقال بنبلة و كل من كانوا حوله مثل محمد حربي. تقوَى النظام العسكري، وطُلب من الأقدام الحُمر المغادرة. وهكذا تمَ استبدال حاملي الحقائب السابقين وباقي المناضلين المقاومين للاستعمار، ب "المتعاونين التقنيين الأجانب". هذا الوثائقي التاريخي، يُلقي الضوء على جزء من تاريخ منسيَ، لفترة لم يتم الحديث عنها، وعن الفاعلين فيها، وعن أحلامهم، وكذلك عن لحظات فشلهم، إلا نادرا.